قال أمين سر المجلس السياسي الأعلى في اليمن "ياسر الحوري": إن اليمن لايتخوف من استمرار دعمه لغزه بل إنه متوجه لمضاعفة ذلك بكل استطاعته.

و أضاف ياسر الحوري في حوار خاص مع مراسل إرنا،  أن "الحل الحقيقي هو زوال هذا الكيان المارق الذي يتابع كل العالم مجازره الوحشية بحق الشعب الفلسطيني المظلوم ولن يتأتى ذلك سوى بوعي حقيقي بطبیعة العدو الذي تواجهه امتنا." 

و تابع بالقول، الشعب اليمني الحر بفضل الله يقف مع القيادة في دعم ومساندة غزة بكل الوسائل، ويحاول الأمريكي أن يظهر المرتزقة اليمنيين وكأنهم الشرعية، وأن المعادي للكيان مجرد مجموعة متمردة هي أنصار الله. بينما الحقيقة التي أثبتتها الأيام أن الشعب اليمني الذي يملأ الساحات كل يوم جمعة هو يمثل كل الشعب اليمني، وأن المناطق المحتلة في اليمن مسلوبة القرار لصالح الإماراتي والسعودي وبالتالي الأمريكي. كما أن اليمن لا يتخوف من استمرار دعمه لغزة، بل إنه متوجه لمضاعفة ذلك بكل استطاعته، والشعب اليمني يقوم بنصرة غزة تعبداً لله تعالى والتزاماً بتوجيهاته في القرآن الكريم.

و قال قال أمين سر المجلس السياسي الأعلى في اليمن، ما نراه في غزة هو أكثر من مشهد. المشهد الأول: حالة التجويع التي تمارس ضد الشعب الغزي الذي رفض التهجير وتمسك بالأرض و المشهد الثاني: هو عملية التطهير والإبادة الجماعية التي يتعرض لها أبناء غزة، والتي يرتكب بعضها تحت غطاء تقديم المساعدات الأمريكية.أما المشهد الثالث فهو صمود واستبسال المقاومة الفلسطينية البطلة.

و أضاف بالقول ، وقد وصلنا للمشهدين الأول والثاني في ظل تخاذل وهوان عربي إسلامي شعبي وحكومي مقيت ومذل، وفي ظل صمت وتواطؤ دولي قبيح، عدا بعض المواقف التي لا تتجاوز البيانات والمواقع الإعلامية، وكل ذلك لأن الذي يرتكب الجريمة هو الأمريكي والإسرائيلي. أما المشهد الثالث فينطلق من ثقة عالية بنصر الله وعونه وتأييده، وبمساندة ودعم ثلة مؤمنة في أرض الله تقودها اليمن وإيران وأحرار العراق ولبنان وبقية من أحرار العالم، وهو مشهد يجب أن لا يغيب مقابل بقية المشاهد التي يريد العدو تعزيزها وترسيخها لصناعة الهزيمة في النفوس بعد أن عجز عن هزيمة القسام وسرايا القدس وفصائل المقاومة خلال ما يقارب العامين.

و أكد أن وجود العدو الصهيوني واحتلاله للأرض الفلسطينية وتمكنه العسكري خلال عشرات السنوات، والحماية التي يحظى بها من الغرب وأمريكا في المقدمة، بل ومشاركتهم في معاركه، يعد من جذور المشكلة. لكن في المقابل، فإن تخاذل الحكام والأنظمة المتعاقبة في الدول الإسلامية واستسلامهم أمام الإرادة والأطماع الصهيونية والأمريكية يمثل جذراً مهماً للمشكلة، وهو يتضاعف ويزداد ضعفاً مع مرور الزمن.

و تابع ، ومع أن هذا الأمر حالة غير طبيعية ومهدد وجودي لكل الدول الإسلامية، إلا أن مؤشرات تغييره لا تزال غائبة، والسبب الرئيسي هو وجود هذا الكيان وفرضه تحت مسمى "دولة إسرائيل" في العام ١٩٤٨م، فيما لم تكن هناك مواجهة عربية وإسلامية موحدة. برغم الحروب التي خاضتها مع العدو الإسرائيلي، لكنها لم تنضج أي تجربة جهادية مقاومة لتحرير فلسطين.

و أوضح أن الحل الحقيقي هو زوال هذا الكيان المارق الذي يتابع كل العالم مجازره الوحشية بحق الشعب الفلسطيني المظلوم، ولن يتأتى ذلك سوى بوعي حقيقي بطبيعة العدو الذي تواجهه أمتنا، ويمكن الاستفادة من تجربة اليمن بقيادة سماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- المنطلقة من الفهم السليم لكتاب الله القرآن الكريم، وما ورد فيه من الهداية لعباده المؤمنين في مواجهة أعداء الله وكتبه ورسله من اليهود والنصارى وأتباعهم من العرب والمسلمين.

و انتقد موقف الأنظمة المطبعة بالنسبة لفلسطين و قال ، لا شك أن موقف الأنظمة المطبعة هو ضد المقاومة، وساهم في تشديد الحصار على قطاع غزة، بما في ذلك موقف السلطة الفلسطينية والدول العربية المرشحة للتطبيع.

و أكد أن الكيان الصهيوني عمل خلال عشرات السنين على اختراق الأنظمة العربية والإسلامية بمساعدة أمريكية وغربية، واستطاعوا معاً تصعيد العديد من القيادات والأنظمة العميلة أو التابعة والمنقادة التي تؤمن بأن أمريكا على كل شيء قدير. كما عمل الكيان على سردية أن جيشه لا يقهر، وأن قدراته العسكرية خارقة، وأن أي دولة تواجهه ستنهار، وأن قدراته الاستخبارية بامكانها الوصول لخصومه أيا كانوا. ولذلك نسوا وتناسوا الأمر الإلهي بواجب المسلم تجاه المسلم، وتغافلوا عن واجبهم حتى الأخلاقي والإنساني تجاه أبناء غزة، هذا إذا لم يشارك بعضهم مع الكيان في التخطيط والتنفيذ للمجازر في غزة.

و في النهاية قال إن "واجب الجميع هو النفير العام لنصرة غزة بكل الوسائل حتى إيقاف العدوان والحصار. ومن الأهمية بمكان أن نشهد التغيير في الأنظمة المتواطئة والمتخاذلة كنتيجة طبيعية، أولاً لتقاعسهم عن الواجب الديني والأخوي والإنساني، ولقمع شعوبهم ومنعها من التعبير عن مناصرتها لغزة وفلسطين. وقد لا نعول على ذلك قريباً، لكن على الأقل هذا ما يفترض أن يتم في المدى المنظور، وإلا فعقاب الله سيلحق بكل مقصر لم يقم بواجبه ضد العدو الإسرائيلي."

رمز الخبر 198246

تعليقك

You are replying to: .
1 + 2 =